Internet Governs

Internet Governs

تعريف حوكمة الإنترنت

طبقاً للتعريف الصادر عن منظمة الأمم المتحدة، يشير مفهوم حوكمة الإنترنت إلى “قيام الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، كلٌ حسب دوره، بوضع وتطبيق مبادئ ومعايير وقواعد وإجراءات لصنع القرار وبرامج مشتركة تشكل مسار تطور واستخدام الإنترنت”، وتجمع ما بين الجوانب التنظيمية التقنية وبين المضمون أو محتوى الإنترنت من معلومات وبيانات.

وتتجلى لامركزية حوكمة الإنترنت والإطار التنظيمي التعددي لها في مؤسستين رئيسيتين.

 تتمثل المؤسسة الأولى في “هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام المتخصصة” أو آيكان ICANN، والتي تختص بالجوانب التقنية في تنظيم الإنترنت وإدارة ما يعرف بنظام أسماء النطاقات. فلكل موقع إلكتروني رقم محدد يطلق عليه عنوان بروتوكول الإنترنت IP address يكون على شكل أرقام (مثلاً: 123.45.678.9). ولكن لاستحالة حفظ المستخدمين لهذه الأرقام يتم تحويلها إلى أسماء نطاقات domain names يسهل التعامل معها (مثلاً: sample.com). وعندما يُدخِل المستخدم اسم النطاق الخاص بالموقع تتم ترجمة الاسم إلى أرقام وتحويل المستخدم إلى الموقع عن طريق الاتصال بعنوان بروتكول الإنترنت IP الخاص به. ويقع هذا النظام المشغل لأسماء النطاقات وعناوين بروتوكولات الإنترنت تحت إدارة آيكان.

أما الجهة الثانية فتتمثل في منتدى حوكمة الإنترنت IGF، والذي تم إنشاؤه عام 2006، ليكون إطاراً للتشاور بين كافة الأطراف المعنية وأصحاب المصلحة لتبادل الآراء في مجال إدارة وتنظيم الإنترنت من خلال عقد مؤتمر سنوي ولكن دون أن صدور أي قرارات ملزمة.

ويعمل وفق الاهداف التالية:

مناقشة قضايا السياسة العامة المتعلقة بالعناصر الرئيسية لإدارة الإنترنت من أجل تعزيز استدامة ومتانة وأمن واستقرار وتنمية الإنترنت؛
تيسير الخطاب بين الهيئات التي تتعامل مع مختلف السياسات العامة الدولية الشاملة فيما يتعلق بالإنترنت ومناقشة المسائل التي لا تدخل في نطاق أي هيئة قائمة؛
التفاعل مع المنظمات الحكومية الدولية وغيرها من المؤسسات المختصة بشأن المسائل التي تدخل في نطاق اختصاصها؛
تيسير تبادل المعلومات وأفضل الممارسات، وفي هذا الصدد الاستفادة الكاملة من خبرات المجتمعات الأكاديمية والعلمية والتقنية؛
إسداء المشورة لجميع أصحاب المصلحة في اقتراح السبل والوسائل الكفيلة بتسريع توافر الإنترنت والقدرة على تحمل تكاليفه في العالم النامي؛
تعزيز وتعزيز مشاركة أصحاب المصلحة في آليات إدارة الإنترنت القائمة و / أو المستقبلية، ولا سيما آليات البلدان النامية؛
تحديد القضايا الناشئة وتوجيه انتباه الهيئات ذات الصلة والجمهور العام إليها، وتقديم توصيات، عند الاقتضاء؛
المساهمة في بناء القدرات لإدارة الإنترنت في البلدان النامية، والاستفادة الكاملة من المصادر المحلية للمعرفة والخبرة؛
تعزيز وتقييم تجسيد مبادئ القمة العالمية لمجتمع المعلومات في عمليات إدارة الإنترنت على أساس مستمر؛
ناقش، في جملة أمور، المسائل المتصلة بموارد الإنترنت الحاسمة؛
المساعدة في إيجاد حلول للقضايا الناشئة عن استخدام الإنترنت وإساءة استخدامه، مما يثير قلقا خاصا لدى المستخدمين اليوميين؛

مبادئ عملية حوكمة الإنترنت

أصحاب المصلحة المتعددين: بمشاركة كاملة من الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمجتمع التقني والأوساط الأكاديمية والمستخدمين في أدوارهم ومسؤولياتهم.

الحوكمة المفتوحة والموجهة نحو توافق الآراء: ينبغي أن يتيح وضع السياسات العامة الدولية المتعلقة بالإنترنت والترتيبات المتعلقة بإدارة الإنترنت المشاركة الكاملة والمتوازنة لجميع أصحاب المصلحة من جميع أنحاء العالم، وأن يتم ذلك بتوافق الآراء.

شفاف: يجب أن تكون القرارات المتخذة سهلة الفهم، ويجب توثيق العمليات بشكل واضح واتباع اإلجراءات المتفق عليها، ويجب وضع اإلجراءات والموافقة عليها من خالل عمليات أصحاب المصلحة المتعددين.

المساءلة: يجب أن توجد آليات الضوابط والتوازنات وكذلك للمراجعة.

يجب أن تكون مؤسسات وعمليات إدارة اإلنترنت شاملة للجميع ومنصفة للجميع وأن تكون مفتوحة لجميع األطراف المعنية. وينبغي أن تكون العمليات من القاعدة إلى القمة، مما يتيح المشاركة الكاملة لجميع أصحاب المصلحة، بطريقة لا تضر بأي فئة من أصحاب المصلحة.

التعاون: ينبغي أن تستند إدارة الإنترنت إلى نهج تعاونية وتعاونية تعبر عن مدخلات ومصالح أصحاب المصلحة وتشجعها.

تمكين المشاركة الهادفة: ينبغي لأي شخص يتأثر بعملية إدارة الإنترنت أن يكون قادرا على المشاركة في تلك العملية. وعلى وجه الخصوص، ينبغي أن تدعم مؤسسات وعمليات إدارة الإنترنت بناء القدرات للقادمين الجدد،

التصدي للسيطرة الأمريكية على آيكان

تعد قضية السيطرة الأمريكية على آيكان من أبرز القضايا الخلافية في مجال حوكمة الإنترنت، والتي تتجلى فيها صورة من صور صراعات الهيمنة في الفضاء الإلكتروني. فلقد تأسست آيكان في ولاية كاليفورنيا في عام 1998 بناءً على عقد مع وزارة التجارة الأمريكية، وهو ما ترتب عليه خضوع أعمالها وأنشطتها للإشراف من قبل الولايات المتحدة منذ تأسيسها. وتجد العديد من دول العالم، وعلى رأسها الصين وروسيا، في ذلك ما يهدد مصالحها بشكل مباشر.

ويعزى ذلك بالأساس إلى اختلاف الرؤى بين الولايات المتحدة وبين هذه الدول في كيفية إدارة الإنترنت؛ ففي حين تدعو الولايات المتحدة لضمان حرية الإنترنت، وعدم فرض أي قيود على مستخدميه، على اعتبار أن ذلك حق أصيل من حقوق الإنسان، نجد أن الصين وروسيا من أكثر الدول التي تفرض قيوداً على استخدام مواطنيها للإنترنت، وتفرض رقابة صارمة على المواقع التي يُسمح لهم بدخولها. ولكن تقف الصين وروسيا مغلولة الأيدي غير قادرة على نقل ما تفرضه من قيود داخلية على الإنترنت إلى المستوى الدولي بسبب دور آيكان، وسيطرة الولايات المتحدة عليها. فحتى وإن استطاعت أن تمنع مواطنيها من الدخول لمواقع معينة، فهي لا تستطيع أن تمنع إنشاء هذه المواقع بالأساس.

ولذا كثرت الاحتجاجات الصينية الروسية في السنوات الأخيرة – مصحوبة باعتراضات من دول أخرى – على هيمنة الولايات المتحدة على آيكان، وانتشرت الدعوات المطالبة بضرورة نقل اختصاصات آيكان إلى الأمم المتحدة حتى يكون لهم دور أكبر في التأثير على ما تتخذه من قرارات بشأن الجوانب التقنية لتنظيم الإنترنت.